RSS

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

لمن الملك اليوم ؟

عندما ينفخ في الصور….وتموت جميع المخلوقات….مخلوقات الأرض السماء….يموت العادل والظالم…..يموت العالم والجاهل…..يموت الإنسان و الحيوان….يموت المؤمن والكافر….من يموت في تلك اللحظة لن يجد من يكفنه أو يغسله أو يصلي عليه….ولن يجد من يتألم لفراقه…ولن تكون هناك صدقة جارية يستطيع أن ينتفع بها أو أحد يدعو له بالرحمة.
لن تصدر صحف في هذا اليوم لتكتب عن كارثة فناء العالم…فلن يكون هناك قراء…
ولن يكون هناك كتاب….فقط سيكون هناك فراغ…وصمت…ويشق هذا الصمت صوتا واحدا…لن تسمعوه…و لكن تخيلوه
 عندها يقول سبحانه وتعالى

لمن الملك اليوم ؟
لن تكون هناك إجابة لهذا السؤال
لأنه لن يكون هناك غيره هو سبحانه وتعالى
و يظل الصمت يحلق بلا إجابة
فيقول مرة أخرى

لمن الملك اليوم ؟


ويجيب سبحانه وتعالى على نفسه
لله الواحد القهار

عندما تسمعون هذا الكلام…كيف تفكرون؟؟….
أعلم أن قشعريرة تنتابكم عند تخيلكم لهذا و لكم الحق….خصوصا عندما تسمعون قول الله تعالى
"يوم يفر المرء من أخيه…و أمه وأبيه…
و صاحبته و بنيه…لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"
سيفر منكم من أحببتم…و من صادقتم…و من تزوجتم….و من تملقكم…و من أنجبكم…و من أنجبتم…
هل تتخيلون أنكم ستفرون من والديكم….أية قسوة و أي جحود هذا الذي ستفعلون؟؟؟ والديكم الذان ربياكم ؟؟؟؟
 أبناؤكم الذين أنجبتموهم و لم تحبون أكثر منهم؟؟؟
حتى أزواجكم الذين كانوا لكم قرة أعين؟ 
يا لقسوة قلوبكم!!!…و يالقسوة قلبي أنا أيضا!!!
لكن هم أيضا سيفرون منكم…سيفر الجميع من الجميع….
ولن يدخل الجنة من أحببت…بل سيدخل من هو كفء لها…
بعمله و ليس بالواسطة…
لن يكون هناك مسئول كبير في السماء على معرفة بكم ليخرجكم من النار…
ولن يكون هناك من يتلاعب في صحفكم…
ولن يكون هناك تزوير في عدد الحسنات أو السيئات...

يا من تقولون أنكم تحكمون بالعدل….
يا من نصبتم أنفسكم آلهة على عروشكم…
 لن تجدوا من يصفق لكم عند الحساب….
سيفر من ناصركم من وجوهكم….
سيتبرأون منكم و لن يهادنوكم…
فقد زال سلطانكم…وكشف أمر عدلكم…
ولن يكون الكون لكم….ستخرجون عرايا كما ولدتكم أمهاتكم…
و لن يحميكم حراسكم الذين كنتم تحتمون خلفهم…
لأنهم لن يقدروا على قوة الله تعالى…
وسيكون كل منهم مشغول في نفسه…
فمن أنت أيها الحاكم مهما كان شأنك أمام الله سبحانه و تعالى؟؟؟
سوف أبحث عن مخرج للخلاص من ذنوبي….
سأعلقها في رقبة الحاكم…
سأقول أنه سبب ما فعلت من معاصي…
وأسأل الله أن يستبدل الله سيئاتي حسنات من رصيد من ظلمنى ...

و لن يجد الحاكم منصة يدافع فيها عن نفسه…
لن يكون هناك قانون من وضع البشر ... 
و لا قضاة و لا محامين….فقط هناك عدل إلهي.

" لا ظلم اليوم "

يا من ظلمت ، سنأخذ من حسناتك (إن كان لديك ) ونعطيها لمن ظلمت
وإلا فمن سيئاتهم نضيفها اليك
لن يكون لديك حق فى الاعتراض او حتى الاستئناف
او المحايلة على القانون
ولا محامى شاطر يخرجك بكفالة او بمحل اقامة

"لا ظلم اليوم ، اليوم تجزى كل نفس بما كسبت "
عندها فقط ستدرك ....
لمن الملك اليوم ؟
وأنت فى ظلمات الجحيم ومن ظلمت فى جنات النعيم
وتقول كما يقول من كفر بأنعم الله
قالوا ربنا أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا
فهل الى خروج من سبيل

 عندها … ستدرك ….
أنك عندما نصبت نفسك إله و ظننت أن الملك لك ....
فقد ظلمت نفسك وستوقن أن الملك رحل كما رحل الامس
وستعلم أن اليوم والغد والملك كله لله
لله الواحد القهار